دبي لإدارة الأصول تتوسع بمشاريع جديدة ولا تستبعد الاستحواذ

حوار: ملحم الزبيدي

كشف عارف مبارك، الرئيس التنفيذي ل«دبي لإدارة الأصول»، التابعة ل«دبي القابضة»، أن الشركة تتطلع لتحقيق مجموعة من الأهداف على المدى الطويل، تشمل التوسع في مجمعاتها القائمة، وتطوير مشاريع جديدة مع مراعاة الاحتياجات المختلفة لسكان دبي.

أضاف مبارك ل «الخليج» أن الشركة قد تفكر في الاستحواذ على أصول جديدة، لكن تركيزها الرئيسي متجه نحو التوسع في الأصول التي تمتلكها حالياً، وتنمية محفظة مشاريعها ضمن مساحات الأراضي التي تمتلكها «دبي القابضة»، كما تستكشف الاستثمار في مجالات جديدة مثل التعليم. والتالي نص الحوار:

ما حجم محفظة أعمال «دبي لإدارة الأصول»؟

«دبي لإدارة الأصول» شركة مستقلة تابعة ل«دبي القابضة»، وتركز على تطوير وشراء وإدارة واحدة من أكبر المحافظ الاستثمارية للمجمعات السكنية المعدة للإيجار في المدينة، والتي تلبي احتياجات طيف واسع من العملاء، سعياً إلى تحقيق رؤيتها المتمثلة في إنشاء مجمعات تثري حياة ساكنيها، وتحقق قيمة دائمة مع إيرادات مستدامة.

وتمتلك «دبي لإدارة الأصول» وتدير حالياً وحدات سكنية تتراوح بين سكن الموظفين والفلل الراقية، بما في ذلك مجمعات سكنية راقية (شروق، وليان)، ومجمع ملائم لسكن العائلات (غروب)، ومجمعات سكنية ذات تكلفة معقولة (بوابة الخيل)، إضافة إلى مشاريع مبنية لتلبية احتياجات معينة (الرحابة ريزدنسز)، ومساكن الموظفين (نزل والقوز)، ووحدات معدة للاستئجار فقط ضمن مجمعات للتملك الحر (رمرام ودبي وارف).

كيف تُسهم محفظة الشركة الكبيرة في تلبية احتياجات سكان دبي؟

تلتزم «دبي لإدارة الأصول» ببناء علاقات قوية ودائمة مع سكان دبي عبر مجمعاتها، وذلك من خلال منحهم تجربة غنية تعزز ارتباطهم بدبي. وتعمل الشركة على تلبية متطلبات مجموعة واسعة من المستخدمين النهائيين، من خلال محفظة متنوعة من الوحدات السكنية المخصصة للإيجار، والتي تتراوح ما بين شقق الاستوديو والفلل المكونة من أربع غرف نوم.

وتدير واحدة من أكبر محافظ المجمعات السكنية المعدة للإيجار في المدينة، والتي توفر خيارات مثالية لكل مرحلة من مراحل حياة العملاء.

وتتخذ مجمعات «دبي لإدارة الأصول» مواقع مميزة، تعد من المواقع المفضلة في المدينة، سواء في قلب «مردف»، أو على طول ضفاف «خور دبي»، بجوار طريق الخيل والقدرة، وتوفر تلك المجمعات لسكانها راحة وسهولة كبيرة في الوصول إليها.

ما هي ميزات الاستئجار من «دبي لإدارة الأصول»؟

معظم المجمعات التي تمتلكها وتديرها «دبي لإدارة الأصول»، هي مجمعات مكتفية ذاتياً تحتوي على مرافق تجارية وترفيهية. ومن خلال العمليات التشغيلية عالية الكفاءة، التي تعتمد على أحدث الحلول الرقمية والابتكارية، تضمن الشركة تقديم خدمة سريعة وملائمة تلبي متطلبات السكان. وإلى جانب ذلك، توفر الشركة للسكان فرص انتقال السكن بين المجمعات الواقعة ضمن محفظتها، والاستفادة من مزايا خاصة.

وإضافة إلى ذلك، تضمن فرق إدارة العقارات لدى الشركة، تجربة سلسة ومريحة للمقيمين، حيث تضمن لهم أعلى مستويات الجودة والالتزام بمواعيد الخدمة، ومزايا التواصل مع فريق واحد، والاستفادة من أسعار موحدة، والحصول على الخدمات من محترفين من ذوي الخبرة.

كيف تدير الشركة مجمعاتها السكنية لتوفير تجارب معيشية شاملة ومتكاملة؟

تشجع «دبي لإدارة الأصول» على قيم العيش المشترك والتسامح، خاصة أن مجمعاتها السكنية العشرة تحتضن ما يزيد على 100 ألف شخص من أكثر من 130 جنسية.

إن «دبي لإدارة الأصول» مكرسة لعملائها المستأجرين، وباعتبارها شركة تعتمد على دراسات معمقة للسوق واحتياجات العملاء، فإننا نعمل دائماً على إدخال تحسينات مستمرة على مجمعاتنا لضمان الحفاظ على أعلى معايير الصيانة، مع إجراء التحسينات الضرورية في الوقت المناسب. فالشركة تستثمر عشرات الملايين سنوياً، في إجراء تحسينات على عقاراتها.

كما أن لدينا أجندة سنوية غنية للفعاليات التي تقام داخل المجمعات، بهدف تعزيز التقارب بين السكان، وخلق بيئة اجتماعية متينة في ما بينهم، حيث قمنا خلال عام 2018 باستضافة وتنظيم أكثر من 50 فعالية في مجمعاتنا، حضرها أكثر من 50 ألف شخص. وتتضمن أجندة الفعاليات: جلسات اليوجا، ومعسكرات التدريب البدني، والأنشطة العائلية المرحة، والأسواق الليلية، وليالي السينما الخارجية، ومآدب الإفطار الرمضانية، وكثير غير ذلك.

ما هي أكثر المجمعات السكنية رواجاً، وما الذي يجعلها خياراً أفضل للعيش والسكان؟

تحظى جميع مجمعاتنا بشعبية واسعة، وهذا يتجلى من خلال نسبة الإشغال العالية التي تزيد على 95%. ويعد مجمع «بوابة الخيل» من أكثر مجمعاتنا شعبية؛ نظراً لموقعه المناسب ومرافقه المتعددة التي تجعل منه مجمعاً جذاباً لسكان دبي، في حين يعتبر مجمعا «شروق» و«جروب» الواقعان في «مردف» بالقرب من بعض مراكز التسوق والمدارس الشهيرة، من خيارات السكن المفضلة ضمن محفظتنا.

كيف تنظرون لمستقبل قطاع المشاريع المبنية لتلبية احتياجات معينة؟

نتطلع للتوسع في نطاق تأجير قطع الأرض والمشاريع المبنية لتلبية احتياجات معينة، بهدف التوسع نحو قطاع التعليم، وفي هذا الإطار، كنا شركاء في افتتاح المدرسة الأولى ضمن مجمع «رمرام» أواخر العام الماضي. كما ستنظر الشركة في توسيع المجمعات التي حققت نجاحاً كبيراً، مثل «بوابة الخيل» و«جروب» و«رمرام».

إن بنك الأراضي المميزة التي تمتلكها «دبي لإدارة الأصول»، إضافة إلى خبرتها في مجال التطوير السكني وإدارة المجمعات، يعززان مكانة الشركة بصفتها شريكاً مفضلاً للسكن بالنسبة للشركات التي ترغب في الحصول على حلول إسكان مخصصة.

كيف تحافظ الشركة على عملائها، وما هي نسبة احتفاظ الشركة بهم؟

باعتبارها شركة تركز على العملاء، فإن معدل الاحتفاظ بالعملاء يعد مقياساً أساسياً لنجاح عمليات دبي لإدارة الأصول. ونحن فخورون بقدرتنا على فهم احتياجات العملاء، ونقوم بقياس رضى العملاء بشكل منتظم، من خلال إجراء استطلاعات رأي للتعرف إلى أولويات العملاء. وبعد ذلك، تعمل الشركة على إجراء تحسينات تتماشى مع توقعات السكان، حيث إن توفير تجربة معيشية غنية للسكان، هو مجال تركيز رئيسي لأعمالنا. إن كل هذه العوامل تعد أساسية لضمان أن يكون معدل فترة احتفاظنا بالعملاء هو 4.5 سنوات، مقابل معدل السوق البالغ 3.5 عام فقط.

ما الخطط المستقبلية للشركة على المديين القريب والبعيد؟

يتمثل الهدف قصير المدى ل«دبي لإدارة الأصول»، في تطبيق الرقمنة على تجربة العملاء بأكملها، وتحقيق تفاعل أفضل معهم، وتعزيز مستويات الراحة ومنحهم مزيداً من القيمة. وتتوافق هذه الأهداف مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لجعل دبي أسعد مكان على وجه الأرض، من خلال الحلول الذكية.

وفي هذا السياق، تعمل الشركة على العديد من المبادرات التي سيتم تنفيذها قريباً، لدمج الخدمات الرقمية في عملياتها.

أما بالنسبة لأهدافنا بعيدة المدى، فتركز على تعزيز القيمة التي يحصل عليها العملاء من خلال تقديم منتجات وخدمات تلبي احتياجاتهم، طوال مراحل حياتهم. وسنواصل مستقبلاً التركيز على تقديم محفظة شاملة من الأصول، من خلال التوسع في المجمعات الحالية وإنشاء مشاريع جديدة، مع مراعاة الاحتياجات المختلفة لسكان دبي. كما تستكشف الشركة مجالات جديدة مثل التعليم وغيرها.

ما المواقع الرئيسية التي تركزون عليها في دبي، وهل تخططون للتوسع في هذه المناطق؟

تنتشر المجمعات السكنية التابعة ل«دبي لإدارة الأصول» في مواقع استراتيجية في المدينة، بحيث توفر لسكانها سهولة النفاذ إلى الخدمات، بما في ذلك مناطق «مردف» وشارع الخيل والقدرة. وهذا الأمر عامل مهم يسهم في معدلات الإشغال العالية التي تبلغ 95% في محفظة مشاريعنا. وتفكر الشركة في التوسع في المناطق التي تدعم التوسع الأفقي لإمارة دبي.

ما أبرز التغييرات الفورية التي حققتموها مؤخراً؟ وما هي أهم المجالات التي ستركزون عليها مستقبلاً؟

تركز «دبي لإدارة الأصول» على عملاء الإيجارات من الأفراد والشركات. ومنذ تأسيسها كشركة مستقلة تابعة ل«دبي القابضة»، تحظى الشركة حالياً بإمكانات أكبر لتعزيز وتيرة النمو عبر التركيز على خبراتنا المتراكمة في هذا القطاع.

وستواصل محافظ مشاريع البناء للاستئجار، تلبية لاحتياجات معينة من طلبات العملاء المختلفة لعدة فئات في السوق. وهذا الأمر ينطبق بشكل خاص على عملائنا من الشركات، حيث تبحث الشركات عن حلول جديدة وفرص استثمارية لدعم احتياجات سكن الموظفين الخاصة بها. كما نفكر دوماً في الفرص الاستثمارية التي تدعم أهداف الأعمال والنمو الخاصة بنا.

توجه إيجابي وصحي لسوق التأجير في 2019

رداً على سؤال حول قطاع التأجير في دبي، والتغييرات المتوقعة في 2019، قال عارف مبارك، الرئيس التنفيذي ل«دبي لإدارة الأصول»: «أعتقد بأن التركيز في عام 2019 سيكون على العميل النهائي، حيث ستعمل الشركات العقارية على تقديم تجارب متخصصة تناسب تطلعات العملاء. وسيكون المنتج المناسب والخدمات ذات الجودة العالية، هي العوامل المحركة لما يفضله العملاء. كما أن الأحياء والمجمعات السكنية المجهزة بالمنشآت اللازمة لأنماط المعيشة المتكاملة، ستشهد استمراراً في الطلب عليها». وأضاف: «أما الأسعار المعقولة، فهي العامل الرئيسي الذي سيشكل توجهاً مستمراً، خاصة أن شريحة السكان متوسطة الدخل تزداد، مما يضمن استمرار دور الأسعار المعقولة في السوق العقارية حالياً.

إن نمو الاقتصاد تماشياً مع معرض إكسبو 2020، ورؤية 2021، ووجود خيارات سكنية أكثر ملاءمة من ناحية الأسعار، سيشكل توجهاً إيجابياً وصحياً لعام 2019».

قيمة مضافة للسكان

لدى سؤاله عن إمكانية إدارة أصول ملاك آخرين في القطاعين العام والخاص، قال الرئيس التنفيذي ل«دبي لإدارة الأصول»: «ما يميز «دبي لإدارة الأصول» عن غيرها، هو أنها تمتلك الأصول التي تديرها، مما يضمن مساهمة الشركة في جميع مراحل تجربة العميل معها، وهذا الأمر أيضاً يوفر قيمة مضافة للسكان بفضل سعي الشركة المستمر إلى الاستثمار في تحسين أصولها، وتعزيز ما تقدمه. كما قد تفكر الشركة في الاستحواذ على أصول جديدة، لكن تركيزها الرئيسي متجه نحو توسعة الأصول التي تمتلكها حالياً، وتنمية محفظة مشاريعها ضمن مساحات الأراضي التي تمتلكها».