12 يناير 2019

شركة تطوير عقاري بدبي تركّز على العقارات المؤجرة فقط

يقول الرئيس التنفيذي لشركة دبي لإدارة الأصول بأن الوضع الحالي للسوق لن يؤدي إلى أي حالة من حالات الارتباك.

دبي

ولا يشكل بناء العديد من العقارات والمجمّعات السكنية والمنازل بدون بيع أي وحدة منها مصدر إزعاج لعارف مبارك، ويكمن السبب في أن الغرض الرئيسي من هذه الوحدات هو الاستمرار في تأجيرها.

بصفته رئيساً تنفيذياً لشركة دبي لإدارة الأصول، بمحفظة تضم 10 مجمّعات يسكنها أكثر من 100 ألف شخص، فلن تلقى بين كلماته ما يتردد على لسان غيره من الشركات العقارية في دبي، مثل عقارات "غير مكتملة" أو "جاهزة"، ويقول مبارك: "سوق المبيعات موجود من أجلهم (المستأجرين) إذا طلبوا ذلك". "فهدفنا هو أن نجعل من دبي بيتاً لهم عبر توفير خيارات التأجير. في الحقيقة، فإن التأجير يستحوذ على غالبية سوق العقارات في دبي".

ويضيف: "نحن نؤمن أن هذه الشريحة تتطلب الكثير من الاهتمام وسيكون هناك أكثر من فرصة هائلة لاكتشافها، حيث سنتمكن من الاستفادة من شريحة أكبر من المجتمع بدلاً من التركيز على المبيعات فقط".

يذكر أن شركة دبي لإدارة الأصول أُنشأت في أوائل العام الماضي بعد أن قامت الشركة الأم "دبي القابضة" بإنشاء شركات جديدة قائمة بذاتها والتي تشمل "دبي للتجزئة". وتضم شركة دبي لإدارة الأصول تحت مظلتها العديد من المجمّعات، مثل "رمرام" و"بوابة الخيل 1 و2" و"دبي وورف" و"غروب" و"شروق" في مردف.

لكن التباطؤ المستمر في سوق العقارات في دبي لا يقتصر فقط على المبيعات بل يؤثر أيضاً على الإيجارات حيث تخضع لضغوط مستمرة. إذاً، هل هذا التركيز على قطاع التأجير قد يؤذي أرباح الشركة؟ بل وأكثر من ذلك، حيث يمتلك مطورو العقارات التابعين للحكومة العديد من العقارات التي تعرض وحدات سكنية للبيع أو الإيجار.

في هذا الصدد، يصرّ مبارك على أن شركة دبي لإدارة الأصول في دبي قامت ببناء ما يكفي لدعمها أمام ديناميكيات السوق الحالية، وأضاف: "بينما نتحدث الآن، نحن على مقربة من إشغال ما يصل إلى 95٪ في جميع المجمّعات. وعلاوة على ذلك، فمتوسط مدة الإقامة في مجمّعاتنا تبلغ 4 سنوات ونصف تقريباً مقارنة بمتوسط السوق الذي يبلغ 3 سنوات ونصف فقط". و"بالنسبة لي، الأمر يتعلق ببناء مجمّعات متامسكة ومتكاملة".

مع انخفاض الإيجارات في المنطقة، هل تشعر شركة دبي لإدارة الأصول بالحاجة إلى تعديل أسعارها؟

"نحن نستجيب دوماً إلى عملائنا ومجمّعاتنا. وقد تمكننا من تحقيق أسعار أفضل من السوق في عام 2018 إلى جانب المحافظة على معدلات الإشغال في مجمّعاتنا".

"وهذا يشير إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح، حيث نستجيب عبر تقديم مجموعة متنوعة من الخيارات بما في ذلك خطط الإيجار المرنة، (وهذا يعني) الدفع عبر شيكات متعددة والدفعات الشهرية بدلاً من الشيكات التقليدية كل ثلاث أو أربع أشهر سنوياً.

"يجب علينا فهم السوق جيداً حيث نحتاج إلى استيعاب ما يحدث أولاً قبل توفير الخيارات للعملاء" طبقاً لمكاتب الاستشارات العقارية، فإن تنبؤات العام تقترح أن أسعار البيع ستظل تحت الضغط. والمزيد من عمليات تسليم المجمّعات ستبقى العامل المساهم الرئيسي.

وفي خضم العوامل الخارجية، فإن شركة دبي لإدارة الأصول لا تعتمد على استئجار الأفراد للوحدات السكينة وحسب، بل إن 40% من محفظتها تضم عملاء المؤسسات الذين يستأجرون لمدة تترواح ما بين 5 إلى 10 أعوام وهذه الاستئجارات طويلة الأمد توفر سيولة مالية.

لن يحب مبارك أن تطلق على شركته وكالة تأجير حيث قال، "نحن شركة إدارة أصول ولسنا وكالة تأجير أو مدراء عقارات". وأحد النماذج الناجحة التي رأيناها هي إدارة رحلة العمل من البداية إلى النهاية بدءاً من دخول المستأجر إلى وحدته السكنية وحتى خروجه منها. ومن أفضل المعايير الموجودة في مجمّعاتنا، وطبقاً لأحد تعليقات العملاء، هو أن المالك متواجد دوماً لدعمهم والحفاظ على إتمام الإجراءات بطريقة سهلة وسلسة".

"نحن نعتبر أحد أكبر الشركات لإدارة الأصول عقارية في دولة الإمارات. وكوننا مدراء عقارات ايضا، فإننا نبحث دوماً على تطوير هذه الأصول وإدارتها على أكمل وجه".

هل سيعني ذلك أن الشركة ستقوم ببناء مشاريعها الخاصة ولن تقوم بتبني ما يحدث في السوق من قبل المطورين الآخرين؟

"نحن نقوم ببناء مجمّعاتنا الخاصة فالاستحواذ بالنسبة لنا خيار وليس هدفاً رئيسياً".

"وكشركة مؤسسة لإدارة الأصول، نحن نعتمد على حركة السوق عندما يتعلق الأمر بالنمو. كما نعتمد أيضاً وبشكل رئيسي على التقييم واتجاهات السوق. نحن نوسع محفظتنا ضمن بنك الأراضي الخاص بدبي القابضة".

نموذج عقاري آخر يضع بصمته

يعرف كل من يهتم بمجال العقارات عن استراتيجية "البناء للتمليك" أو "البناء للتأجير". لذلك قررت شركة دبي لإدارة الأصول أن تضيف " البناء حسب الحاجة" إلى هذه المجموعة.

وتعتمد تلك الاستراتيجية على أساس المواصفات المقدمة مسبقاً من قبل عملاء الشركات والتي تتوافق مع احتياجاتهم في أماكن العمل.

وقال عارف مبارك أن "سكن الرحابة هو أول سكن خاص بالموظفين، تم بناؤه خصيصاً لاثنين من عملاء الشركات والتي كان لديها نسبة إشغال تبلغ 100%. قد يكون هناك مجال للتوسع. فنحن نتحدث إلى عدد من الشركات ونعتبر هذه المشاريع منتجاً مطلوباً في السوق".

نبذة عن الرئيس التنفيذي

تمكّن عارف مبارك من تولي مناصب رفيعة في دبي للعقارات في السنوات التي شهدت خروج سوق العقارات من التباطؤ الذي أحدثته الأزمة المالية العالمية في 2008-2009. في الواقع، كان مبارك ضمن الجيل الإماراتي الذي نجح في الوصول إلى إدارات المؤسسات الحكومية في تلك الفترة. ويعتبر عارف جزءاً مهماً في شركة دبي القابضة منذ 18 عام، وكان كذلك عضواً مؤسساً لفريق الإدارة هناك، فضلاً عن كونه أحد الأعضاء المؤسسين لمدينة دبي للإعلام التابعة لمجموعة تيكوم.